دي كمان لاخد الكتاب السودانيين اقراها يا admin و النفاج
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
دي كمان لاخد الكتاب السودانيين اقراها يا admin و النفاج
حمد المادح من أشهر رجال القرية ويرجع ذلك لسببين، الأول لأنه مادح القرية وكل القرى المجاورة، فعندما يطلق لصوته العنان في الليالي المقمرة:
من الحلو ما بحول
بمدح سيدي الرسول
سيد الخصب المحول
يتجمع الناس حوله من كل حدب وصوب. وفي ذلك اشهار ما بعده اشهار للمناسبة التي مدح فيها حمد.. أما السبب الثاني فإن لحمد تيس متفرد في صوته وفي ادائه، ويتمنى كل أهالي القرى المجاورة ان تحبل أغنامهم من تيس حمد، وكانت معيز القرية تتبعه الى اي مكان يذهب اليه، وكان التيس مغرماً بصوت صاحبه، فكلما سمع صوت «طار» صاحبه المادح يذهب اليه وتتبعه المعيز، فكانت ليالي مديح حمد مرتبطة بعمليات إخصاب للمعيز، وفي الفواصل التي يسكت فيها المادح يرتفع صوت التيس «لبلبلبلب».
عندما يطرق الطارق باب بيت حمد يخرج إليه، فعندما يطلب الطارق من حمد إحياء ليلة مديح لاحدى المناسبات الاجتماعية يجيبه حمد ضاحكاً: «انت داير حمد ولا تيس حمد قول النصيحة!!، اطمئنك نحن الاتنين جاهزين، بس ان شاء الله تكون غنمكم جاهزة» ثم يحدد موعد الليلة وفي الليلة الموعودة يرتفع صوت حمد:
قالوا الحجيج قطع
طالب نور البقع
قلبي زاد وجع
حماني القيد منع
وفي الجانب الآخر من القرية يرتفع صوت تيس حمد لبلبلب، لبلبلب، والدراويش يذوبون وجداً في الساحة، بينما معيز القرية متحلقة حول تيس حمد وهو يتبختر كالقائد، يقرب اليه ما يشاء ويبعد ما يشاء.
ü ودارت الأيام فشاخ صوت حمد المادح، ولكنه كان مُصرَّاً على حمل «طاراته» والاستمرار في ليالي المديح، فتجنب الناس دعوته، ولكنه ما أن يعلم بمناسبة إلا ويذهب من تلقاء نفسه. وكان كثير المضايقة للمادحين الشباب. وفي ذات الوقت أصابت الشيخوخة تيس حمد وأصبح عاجزاً عن تقديم خدماته، بل وأصبحت المعيز تطارده وهو يهرب منها، وكان يحتمي بالصعود الى خرابة بيت قديم اتخذت شكل ربوة، وكلما حاولت «غنماية» الصعود اليه كان يستجمع قوته الباقية ويصدها عنه.
ولاحظ حمد المادح هذا المنظر ذات مرة، وقال في نفسه إن «تيسه» أعقل منه لانه اعترف بضعفه، وها هو يطرد المعيز عنه، لذلك قرر التوقف عن المديح الا لنفسه فقط، وقرر عدم الذهاب الى اية مناسبة الا للمجاملة العادية.
وحدث تطابق آخر بين حمد وتيسه، فقد أخذ حمد يهمل التيس ولا يقدم العليقة التي كان يقدمها له بانتظام، وفي نفس الوقت توقف التيس عن «المخاطفة» والدخول في المنازل عنوة وأكل الكسرة والدقيق ودلق الملاح على الأرض. وفي ذات الوقت أخذت «الحاجة» زوجة حمد تقوم بذات الشيء تجاهه، فلم يعد يهتم به أحد، فالأولاد في أشغالهم والبنات مع أزواجهن، فلم تعد وجباته منتظمة وحدث إهمال لملبسه وفراشه، فقرر الإحسان للتيس عسى ولعل أن يُحسن إليه، فقام بأخذ كمية من الذرة والقش ووضعها أمام التيس قائلاً: «أكل يا حبيب، ابن آدم ما فيهو فائدة، أكان ما عندك شيء ما بدوك شيء، أكل يا حبيب أكان تجيك همة ونسمع صوتك مرة ثانية». وهنا صاحت الحاجة التي كانت تقف بجانبه دون أن يدري «يأكل شنو؟ يأكل السم.. والله ما يستاهل القشة ولا الحبة.. هو فائدتو شنو؟ ما خلاص انتهى حقو يلزم الجابرة.. وكل زول ما فيهو فائدة حقو يلزم الجابرة ويحترم كبره» فقامت بكشح الماء وشتتت القش والذرة.. وحمد ينظر إليها دون أن يقول كلمة واحدة..!!
من الحلو ما بحول
بمدح سيدي الرسول
سيد الخصب المحول
يتجمع الناس حوله من كل حدب وصوب. وفي ذلك اشهار ما بعده اشهار للمناسبة التي مدح فيها حمد.. أما السبب الثاني فإن لحمد تيس متفرد في صوته وفي ادائه، ويتمنى كل أهالي القرى المجاورة ان تحبل أغنامهم من تيس حمد، وكانت معيز القرية تتبعه الى اي مكان يذهب اليه، وكان التيس مغرماً بصوت صاحبه، فكلما سمع صوت «طار» صاحبه المادح يذهب اليه وتتبعه المعيز، فكانت ليالي مديح حمد مرتبطة بعمليات إخصاب للمعيز، وفي الفواصل التي يسكت فيها المادح يرتفع صوت التيس «لبلبلبلب».
عندما يطرق الطارق باب بيت حمد يخرج إليه، فعندما يطلب الطارق من حمد إحياء ليلة مديح لاحدى المناسبات الاجتماعية يجيبه حمد ضاحكاً: «انت داير حمد ولا تيس حمد قول النصيحة!!، اطمئنك نحن الاتنين جاهزين، بس ان شاء الله تكون غنمكم جاهزة» ثم يحدد موعد الليلة وفي الليلة الموعودة يرتفع صوت حمد:
قالوا الحجيج قطع
طالب نور البقع
قلبي زاد وجع
حماني القيد منع
وفي الجانب الآخر من القرية يرتفع صوت تيس حمد لبلبلب، لبلبلب، والدراويش يذوبون وجداً في الساحة، بينما معيز القرية متحلقة حول تيس حمد وهو يتبختر كالقائد، يقرب اليه ما يشاء ويبعد ما يشاء.
ü ودارت الأيام فشاخ صوت حمد المادح، ولكنه كان مُصرَّاً على حمل «طاراته» والاستمرار في ليالي المديح، فتجنب الناس دعوته، ولكنه ما أن يعلم بمناسبة إلا ويذهب من تلقاء نفسه. وكان كثير المضايقة للمادحين الشباب. وفي ذات الوقت أصابت الشيخوخة تيس حمد وأصبح عاجزاً عن تقديم خدماته، بل وأصبحت المعيز تطارده وهو يهرب منها، وكان يحتمي بالصعود الى خرابة بيت قديم اتخذت شكل ربوة، وكلما حاولت «غنماية» الصعود اليه كان يستجمع قوته الباقية ويصدها عنه.
ولاحظ حمد المادح هذا المنظر ذات مرة، وقال في نفسه إن «تيسه» أعقل منه لانه اعترف بضعفه، وها هو يطرد المعيز عنه، لذلك قرر التوقف عن المديح الا لنفسه فقط، وقرر عدم الذهاب الى اية مناسبة الا للمجاملة العادية.
وحدث تطابق آخر بين حمد وتيسه، فقد أخذ حمد يهمل التيس ولا يقدم العليقة التي كان يقدمها له بانتظام، وفي نفس الوقت توقف التيس عن «المخاطفة» والدخول في المنازل عنوة وأكل الكسرة والدقيق ودلق الملاح على الأرض. وفي ذات الوقت أخذت «الحاجة» زوجة حمد تقوم بذات الشيء تجاهه، فلم يعد يهتم به أحد، فالأولاد في أشغالهم والبنات مع أزواجهن، فلم تعد وجباته منتظمة وحدث إهمال لملبسه وفراشه، فقرر الإحسان للتيس عسى ولعل أن يُحسن إليه، فقام بأخذ كمية من الذرة والقش ووضعها أمام التيس قائلاً: «أكل يا حبيب، ابن آدم ما فيهو فائدة، أكان ما عندك شيء ما بدوك شيء، أكل يا حبيب أكان تجيك همة ونسمع صوتك مرة ثانية». وهنا صاحت الحاجة التي كانت تقف بجانبه دون أن يدري «يأكل شنو؟ يأكل السم.. والله ما يستاهل القشة ولا الحبة.. هو فائدتو شنو؟ ما خلاص انتهى حقو يلزم الجابرة.. وكل زول ما فيهو فائدة حقو يلزم الجابرة ويحترم كبره» فقامت بكشح الماء وشتتت القش والذرة.. وحمد ينظر إليها دون أن يقول كلمة واحدة..!!
د/عبد الهادي إبراهيم- عدد الرسائل : 53
الإسم : : dozna.jeeran.com
تاريخ التسجيل : 05/08/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى